* جاسم الحسني
مديريات التربية والتعليم هي الرافد الحضاري للبلد ترفع مستوى قدرات ابناءها الى اعلى درجات التطور المعرفي من عمر (6) سنوات وصولاً الى التعليم الاكاديمي ، وواجبها وضع الخطط المنهجية للتدريسيين لتحقيق اسمى غايات النهوض بالمجتمع الى مصاف الدول المتحضرة ، وتعتمد على مؤسسات رصينة من حيث المناهج الحديثة وما يتلاءم وركب التطور والوسائل التعليمية الحديثة في بناء الفكر الانساني ، الذي حصل في العراق وضع الرجل غير المناسب في مؤسسة تعليمية مهمة والتلاعب في قوانينها دون رادع او محاسبة اوحرص وطني يزيل الآثار التي جثمت على هذه المؤسسة بطريقة الحصص والمحسوبية والمنسوبية والمقاطعات بين قبائل (الدكة العشائرية ) حكمت وعصفت بالبلاد نحو الهاوية نتيجة لتخلف القائمين عليها ودون علم او معرفة على الرغم من وجود كوادر ذات كفاءة عالية ومهنية وخبرة عالية في مجال التعليم لكنها ركنت في زاوية مظلمة ومن نتائجها اغراق المؤسسة بالبيرقراطية التي انهكت كاهل التدريسي وبقيت مدارس بدون كوادر ونقص حاد بالملاكات ومناهج غير مستقرة وانخفاض مستوى التعليم بالاضافة الى التخبط في قرارات و تعليمات غير حكيمة تدير التربية ، علماً وجود لجان من مجلس المحافظة لمتابعة مؤشر الاخفاقات لكنها لا تشكل تغييراً في مسار ما خرب في العملية التعليمية منذ2003 رغم ما اشره المجلس من السلبيات التي لم يحاسب عليها المسؤول في قطاع التربية بحجة عدم وجود الدليل مما يؤكد عدم الاجماع للمجلس في اتخاذ القرارات الحاسمة في تعديل مسار التعليم مما نتج عن ذلك زج كثير من المدرسين والمعلمين المحاضرين مجاناً ولسنين دون تعيين وبمزاج شخصي بطرد هذا ويبقي على اخر وهم في حيرة من امرهم مما وصف البعض بأن التربية تعيش اسوأ مرحلة تربوية يمر بها البلد في الوقت الحاضر ، حتى وصل الحال الى تحويل الخدمة الادارية والتخطيطية الى ثكنة او معتقل (هذا الممر ممنوع وتلك الغرف خاصة وهذا للمداولة) وهي محاطة بجماعة من الشباب بمختلف والعناوين وكثير من المراجعين في دوامة وحيرة من امرهم عاجزين عن الوصول الى مصدر القرار وهم يشكون حال مدارسهم من النقص والعوز لمستلزمات التعليم والساحات المدرسية التي تكثر بها الحفر والمستنقعات ، ويبقى حال الادارة التربوية هو اللعب بمقدرات الثقافة والمعرفة وهي في انفاسها الاخيرة تحتضر ولا منجد لها .
ليست هناك تعليقات: