التفكير القدري في الثقافة الشعبية ... محاضرة للباحث ماجد البصري عن المعتقدات والعادات الشعبية

• (محمد الفرطوسي)

نظم قصر الثقافة والفنون في الديوانية محاضرة تثقيفية للباحث ماجد البصري بعنوان (التفكير القدري في الثقافة الشعبية) ادارها الباحث اياد الساعدي تطرق خلالها الى عدة محاور منها تعريف التفكير القدري في الثقافة الشعبية و مفهوم الثقافة الشعبية وبعض الامثال والتطبيقات والمحاور التي تخص الزواج والتفكير القدري مثل القسمة والنصيب والمقدر على الانسان في ظواهر طريفة بالإضافة الى مفاهيم الرزق والاعتقاد السائد لدى بعض الناس بان الرزق مقدر لهم ومكتوب عليهم وهذا الشيء لا صحة له على حد قول الباحث الذي تحدث عن الحوادث التي تصيب الانسان مثل حوادث السيارات وارتكاب الاخطاء في العمل والتي ينسبها البعض الى القدر لكنها في الحقيقة تحدث بسبب ارتكاب الانسان لخطأ ما وهذه الاعتقادات ماهي الا تبريرات سلبية بسبب اعتقاد الناس وايمانهم بوجود اسباب قدرية لكنهم سرعان ما يتخلون عنها اذا ما تعارضت مع مصالحهم الشخصية ، ومن اكثر الامثلة انتشارا لهذا المفهوم حوادث السيارات فالحادث ينسبونه الى القدر بينما الدية وغيرها تخضع لقانون العشائر .

كما سلط الباحث الضوء على تربية الاولاد حسب مفهوم الحظ والبخت مبينا بأن هذا الموضوع من المواضيع الواسعة والمهمة والتي تحتاج الى دراسات مكثفة لان الاسرة التي تهمل اولادها ولا يحصلون على حظ وافر من التعليم ينسبون هذا الامر الى القسمة والنصيب وغيرها من التبريرات الاخرى.

وفتح باب المداخلات وكانت اولها مداخلة لمدير قصر الثقافة والفنون الفنان صادق مرزوق اشار فيها الى ان الزواج والطلاق قدر مكتوب على الانسان فلماذا الذين يؤمنون بهذا الشيء يقومون بأعمال منافية للعرف والتقاليد رغم ايمانهم بالنصيب والقدر الا انهم يقومون بأعمال السحر والشعوذة لتغيير القدر وهذا هو التناقض ما بين الايمان بشيء وفعل شيء اخر .

من جهتها تساءلت الاعلامية اسماء الاوسي عن الموت الذي هو قدر محتوم وهل ان ثقافة المجتمع العراقي ايمان واعتقاد ام هي نتيجة حتمية وان كان مؤمن بالقدر فلماذا كل هذا الحزن العميق ام انه ثقافة شعبية و حياء من المجتمع ؟

اما الدكتور باسم الاعسم فقد اشار الى ان الثقافة الشعبية تشبه الطب الشعبي وهي نتاج ناس بسطاء متخلفين بالوعي متمنيا ان يسلط الضوء في محاضرات قادمة على عنصرين اساسيين وهما ثقافة البلد وهيمنة الاغبياء والسبب الرئيسي في ظهور هذه الثنائية هو تخلف التعليم في أي بلد ينتج لنا كل هذه الخرافات .

وفي الختام اعرب الباحث ماجد البصري عن شكره لإدارة قصر الثقافة والفنون في الديوانية على اتاحة هذه الفرصة للتعريف بالثقافة الشعبية ومفهومها والتفكير القدري في الثقافة الشعبية الذي يحتاج الى محاضرات كثيرة وواسعة لما له من عمق تاريخي لدى شعوب العالم المختلفة  .