- نبيل عبد الامير الربيعي
حتى عام 1921 لم تكن في منطقة الديوانية حقول او بساتين, وكان من اوائل المزارعين الذين غرسوا الاشجار الحاج حسان آل عبدالله, فقد سافر ذات مرة الى العتبات المقدسة في مدينة كربلاء وهناك تعرف على أحد الخبراء الزراعيين هو كاظم الهادي، فأتفق معه لعمل البستنة عام 1923، فبذل قصارى جهده لجمع المغروسات النادرة في العراق، وبعد أن اثمرت بساتينه تعرف الناس على اعماله المباركة التي استحقت الاطراء والاعجاب.
زراعة الكوجرات
وفي احدى الأيام كان عزت معلم في زيارة إلى بيت كاظم الهادي، فروى له بأن أحد معارفه قدم من ايران فجلب معهُ كهدية كمية من الشاي المعروف بشاي الكوجرات, فشهدت وهو أشبه بجوزات صغيرة في اطرافها اوراق حمراء, فاقتطع كاظم بعض هذه الأوراق وشرع في طبخها، وبعد عشر دقائق قدم لضيوفه من هذا الشاي, فنال الشاي الجديد اعجاب جميع الحضور بطعمه – الحامض – اللذيذ ولونه الاحمر الياقوتي.
وقد انتظر كاظم موسم زراعة هذا الشاي، وما أن اقبل ايلول من عام1929 حتى عمل على زرع جوزات الشاي فنجح في زراعته ايما نجاح، وقد اشترك عزت معلم في زراعة هذا الشاي
معسكر الفرقة الاولى
في عهد متصرف الديوانية مصطفى بك العمري الذي تمّ تعيينه في شهر شباط عام 1930م ونقل منها في 15 شهر آب عام 1933م, وفي زمانه بوشر ببناء دار الحكومة الجديدة سنة 1932م (بناية متصرفية الديوانية القديمة) وعلى الجانب الأيسر من ضفة نهر الفرات والذي تم بناؤه عام 1935م, وكذلك أنشأت بناية (الثكنة) العسكرية والمستشفى العسكري والنادي العسكري على الجانب الأيمن من ضفة نهر الفرات , وكما تم تأسيس الثانوية للبنين في أواخر أيامه عام 1933م يعني من هذا أن مقر الفرقة العسكرية الأولى قد تم أنشاؤها عام 1935م, في مايس عام 1941م وفي أثناء حركة رشيد عالي الكيلاني كانت بوابة مقر الفرقة قرب محطة القطار القديمة وقد شاركت فرق الفتوة التي تشكلت من طلاب الثانوية وعناصر الجيش بالدفاع عن المدينة, حتى أنتهاء الحركة وعودة الوصي ونوري السعيد للحكم في يوم الثاني من حزيران 1941م , تَمّ أسقاط طيارة عراقية في موقع الفرقة بطريق الخطأ من قبل عناصر الجيش توفى على أثرها أحد الطيارين ونجا الآخر وهو من عائلة الصباغ, وقد ذكرت ذلك في موضوع حركة رشيد عالي الكيلاني بعد نهاية الحركة والقضاء عليها وهروب قادتها إلى إيران.
كانت مساحة الفرقة تمتد من مركز المدينة إلى طريق الحمزة الشرقي, كما تحتل مخازن السلاح ومراكز التدريب والوحدات العسكرية الأخرى مساحات خارج منطقة مقر الفرقة الأولى, وكانت أمريةالفرقة تقوم بالمهرجانات والاستعراضات في داخل المدينة بمناسبة 6 كانون الثاني يوم تأسيس الجيش العراقي, فضلاً عن ألعاب الساحة والميدان وفريق كرة السلة والطائرة داخل ملاعب الفرقة الأولى, ضمن فريق الطائرة كان يلعب الشهيد محمود ناصر, الذي رفض الانصياع للالتزام العسكري فأصبح هارباً ملاحقاً من قبل الجيش والشرطة.
الصحف الصادرة
تأخر كثيراً في مدينة الديوانية صدور صحيفة أو مجلة, ولكن كانت تصل المدينة مجلات وكتب عربية باستمرار منها (كتاب الهلال, مجلة اقرأ, مجلة الآداب, مجلة الأديب, مجلة الرسالة, مجلة المقتطف), فقد كانت تصدر مجلة مدرسية لبعض المدارس الابتدائية والثانويات تسمى الكشافة المدرسية, تنشر فيها نشاطات المدرسة الشهرية في مجال الشعر والمسرح والخطابة والرياضة ومسابقات الفرق الرياضية وكلمات لبعض المعلمين والمدرسين والطلبة, وقد ذكر المحامي الأستاذ حسين علي الحاج حسن الخفاجي في محاضرة له إذ قال :”صدرت اربع جرائد علنية في الديوانية خلال المائة عام الماضية هي جريدة (الفضيلة) التي اصدر منها السيد عبد الحميد صالح عدداً واحداً عقب احداث مايس عام 1941م, ثم جريدة (الديوانية) التي اصدرها المحامي رفيق العصامي, وبعدها أصدر جريدة الشعاع , كان يمارس عمله كمعلم ثاني في بعقوبة سنة 1325هـ/ 1907م ثم انتقل إلى الحلة كذلك مدرساً, ثم انتقل إلى الكاظمية معلم أول سنة 1327هـ/ 1909م, ثم إلى المدرسة النموذجية في بغداد جانب الكرخ, وبعد الاحتلال جاء إلى الديوانية كاتب حاكم سياسي مع صالح الملي سنة 1336هـ/ 1917م , ومنها مدير مالي إلى السماوة ومفتش مالي بالرميثة عندما كانت الرميثة لواءً سنة 1337هـ/1918م ويتبعها السماوة والشنافية ومنها إلى الديوانية مفتش مالية سنة 1338هـ/ 1919م , وأخيراً زاول عمله كمحامي عام 1940م ومديراً للمالية في مدينة الديوانية ووظائف أخرى، وقد صدر منها عدد واحد ايضاً, وكلا الجريدتين مما أوحى بإصداره ميجر ميدMeed ضابط الارتباط السياسي البريطاني في لواء الديوانية يومذاك, ثم جريدة (الحصون) التي اصدرها من السماوة شخص لا اتذكر اسمه, ثم جريدة (نهج الأهالي) التي اصدرها المحامي محمد عبد المصحب عام 1961م لتأييد الحزب الوطني الديمقراطي. وكان حظ الديوانية من المجلات أوفى , فقد صدرت فيها خلال هذا القرن, فهناك مجلة (المعهد) ثم جريدة (القبس) وقد اصدرهما معهد اعداد المعلمين, ثم مجلة (النفير) التي اصدرتها الفرقة الأولى للجيش , ثم مجلة (الفكر) التي اصدرها محافظ سابق للديوانية, ثم مجلة (التراث الشعبي) التي اصدرها حسين علي الحاج حسن”, ومن خلال كتابات المحامي محمد عبد المصحب صاحب امتياز جريدة (نهج الأهالي) التي طالب فيها بتقديم الخدمات الصحية والتعليمية والعمرانية وبعض المشاريع الإصلاحية الضرورية وإلغاء الوضع الاستثنائي وإطلاق الحريات وتطبيق الحياة الدستورية, وجريدة (نهج الأهالي)جريدة أسبوعية تصدر في الديوانية, أما رئيس تحريرها فهو المحامي موجد الحاج حمود وقد تخرج كل منهما من كلية الحقوق العراقية عام 1951م , وللمحامي محمد عبد المصحب عدّة مقالات في مجال الديمقراطية ومؤيداً لحل المسألة الكردية ومباركاً لخطوة التأميم
الخالدة.

ليست هناك تعليقات: