صباح
الديوانية – علي محمود – حيدر علي
تصوير –
لقمان العنبكي
مع هطول
اول قطرات الغيث في مدينة الديوانية بانت حقيقة التردي الواضح للخدمات العامة، اذ
تسببت الامطار بفيضان اغلب المناطق وانسداد خطوط نقل المجاري ناهيك عن تحول اغلب
الشوارع الداخلية الى برك واطيان يصعب السير فيها وهذا دليل على عدم وجود بنى
تحتية وان كل اعمال الخدمات التي قدمت هي دون مستوى الطموح وما ان تعرضت تلك
المشاريع لابسط اختبار حتى بانت حقيقتها،و التي رصدت لها المليارات ولم يستفد منها
المواطن للتخلص من الاعباء التي يعاني منها يوميا خاصة في فصل الشتاء، والدلائل تشير
بعدم وجود كحلول سريعة لتلك المعاناة، جريدة صباح الديوانية تابعت الموضوع والتقت
بعض المسؤولين والمواطنين، رئيس لجنة الخدمات في مجلس المحافظة جعفر الموسوي تحدث
قائلا:
ارادة
تنفيذية
هناك توجه
حقيقي وخطط ومتابعة جادة من قبل المسؤولين لحل ازمة الخدمات وجميع المشاكل
المتعلقة بها لكن هذه الخطط تحتاج الى ارادة تنفيذية عالية، لغرض توفير خدمة افضل
للمدينة وخصوصا ان الامكانيات المتوفرة اكبر من الخدمات المقدمة للمدينة وهي دون
المستوى المطلوب، ونحن بحاجة الى ثورة حقيقية باتجاه تقديم الخدمة ولا ننسى انها
مهمة مشتركة بين المواطن والمؤسسة الخدمية، فالمواطن اليوم مطالب برمي النفايات في
مكب النفايات المخصصة لان المسؤولية مشتركة بين الدولة والمواطن فالعناية بما
متوفر وموجود والحفاظ عليه هو دليل وعي وحرص من قبل المواطن.
تلكؤ
المشاريع
واضاف: بعد
احالة مشروع مجاري الرافدين كان من المؤمل ان تتأهل شبكة مجاري المحافظة ويحل جزء كبير
من مشاكل الخدمات خصوصا في احياء الصدور لكن الظروف التي احاطت بتنفيذ المشروع
وعدم دقة عمل الشركة وتلكؤها حال دون اكمال المشروع، اضافة الى توقف التخصيصات
المالية الذي ادى الى توقف المشروع نهائيا وهذا اثر سلبا على بعض الاعمال المنجزة
من المجاري السطحية والبزول التي اندرست ما ادى الى عدم تقديم الخدمة الحقيقية
للمواطن.
ثورة عمل
واشار الى
ان المحافظة وفي الوقت الراهن لا تستطيع الى تعبد الطرق وذلك لان شركة مجاري
الرافدين متلكئة في عملها والواجب على الحكومة المحلية ان تقوم بثورة عمل ما دون
التبليط منها فرش السبيس ومعالجة الانسدادات الحاصلة في شبكات المجاري مع اصدار
تعليمات مركزية بضرورة ان يكون هناك دوام اضافي كما هو معمول في اغلب بلدان العالم
من اجل توفير الخدمات البلدية الضرورية للمواطن، وهناك الكثير من القوانين اصبحت
لا تتماشى مع المرحلة الراهنة وخصوصا في مجال توفير الخدمات فوجب التعديل عليها للمضي
في مرحلة جديدة للنهوض بواقع المدينة.
بادرة امل
لافتا الى تخصيص
مبلغ لا يتجاوز 4 مليار دينار عراقي من وزارة المالية لشركة الرافدين من اجل السير
في عمل انهاء الاحياء التي عملت الشركة في انشاء المجاري فيها خصوصا ان هذه
الاحياء شبه مكتملة وهي بحاجة الى انهاء اعمال منها الصدر 1و2و3و4 ومنطقة الشرطة
وحي الفرات ومنطقة الحضارة التي اكتمل العمل فيها من تنظيف وربط خطوط وما زالت
الاعمال مستمرة الى ختم وانهاء كل هذه الاحياء وستكون مؤهلة لتبليط شوارعها فضلا
عن حل مشكلة الكهرباء فيها من خلال مشروع نصب شبكة كهربائية بتكلفة 17 مليار دينار
وسيصار الى انهائه قريبا خصوصا ان وجود اعمدة منصبة وهو بحاجة الى نصب محولات
وكيبلات فقط لاكمال المشروع.
انهاء
متعلقات المشاريع
كذلك وجود
اعمال خاصة بمشاريع ضخ الماء بطور الربط لها مع المشاريع الرئيسية والتي ستقلل من
معاناة المواطن بالنسبة لتوصيل المياه الصالحة للشرب في بعض الاماكن، والحقيقة ان
كل ما يقدم حاليا هو دون مستوى الطموح والسبب الرئيسي في ذلك هو قلة التخصيصات
المالية وهي المفصل الرئيسي في العمل وانعدام الرؤية الحقيقية للنهوض بواقع
الخدمات.
وبين ان
التخطيط للمشارع الستراتيجية في العراق تكاد تكون معدومة فلدينا مشاريع متوقفة
وموادها مطروحة على الارض بمئات المليارات ولا تتوفر اموال لتنصيبها وادامة
استمرارية المشروع، على ضوء ذلك قدمنا مقترحا رفع الى وزارة التخطيط بان يصار الى
تشكيل لجنة عليا في عموم العراق تقوم بانهاء متعلقات المشاريع، بالنسبة للمشاريع
الواصلة نسب انجازها تصل الى 25 بالمئة وعند توفر مبالغ ممكن عمل مشروع اخر يلحق
بالمشروع الاول.
مشاريع
تخمينية
مؤكدا ان
تمويل المشاريع هي المشكلة الرئيسية التي تعيق تنفيذها فالمشاريع في العراق جميعها
تقام على اساس الابواب التي تدخل للبلد من مدخولات منها ايرادات النفط والكمارك
وغيرها وكلها تكون تخمينية فلا يوجد شيء اسمه حجز اموال انما هو تخصيص اموال، اي
يعتمد على ما يدخل للبلد وعند عدم توفر السيولة تتوقف المشاريع، وعلى المسؤولين ان
يأخذوا بعين الاعتبار ثلاثة اولويات رئيسية للمشاريع الاولى ان تكون خاصة بمشاريع
البنى التحتية التي تعنى بالصرف الصحي والمياه والصحة والثانية المشاريع الفوقية
كمستشفيات ومدارس والثالثة البنى الكمالية وهي المجسرات.
استنفار
الطاقات
لقاؤنا
الثاني مع مدير بلدية الديوانية المهندس صلاح حسن القصر الذي قال: ان حملات المديرية
متواصلة وخصوصا بعد انتهاء فترة الزيارة الاربعينية حيث استنفرت كوادرها من اجل
توفير الخدمة للمواطن، استعدادا لفصل الشتاء حيث تقوم كوادرنا بعمل اضافي هو سحب
مياه الامطار في بعض المناطق وهو عمل مديرية المجاري، لكننا قمنا بتقديم كل ما
ممكن ويساعد في رفع العبء المواطن واجرنا عدد من السيارات الحوضية الاهلية
ووزعناها بين القطاعات لسحب مياه الامطار في الاحياء السكنية ابتداء من القطاع 1
وحتى القطاع6 وصولا الى منطقة الصدور وايجار هذه السيارات يكون خلال فترة الامطار فقط،
لكن المشكلة التي نعاني منها هو تلكؤ عمل شركة الرافدين الخاصة بانشاء شبكة المجاري
وهذا ادى الى توقف اغلب الاعمال البلدية لكننا نحاول تجاوز هذه الحالة رغم الكتب الرسمية
الصادرة من مديرية المجاري بمنع فرش سبيس او تبليط لاي حي او شارع توجد فيه اعمال
شركة الرافدين، وهنا يكون المتضرر الوحيد هو المواطن.
شركة
الرافدين
واضاف: ان
عمل مديريتنا ومديرية المجاري معطل بسبب اعمال شركة الرافدين غير المكتمل والاعمال
البلدية كلها منوطة بانتهاء اعمال تلك الشركة ليتسنى لنا اكمال اعمال التبليط
وغيرها من الاعمال، وعلى الرغم من ذلك لا زالت كوادر البلدية تنفذ حملات في مناطق
متفرقة في المحافظة لتقديم الخدمات للمواطن منها مناطق ام الخيل والجامعة والصدور
الثلاثة والشارع الحولي لمنطقة التقية وهو شارع يقدم الخدمة للحي بالكامل،
واعمالنا مستمرة منها الحي العسكري قرب مدرسة العراق.
مشيرا الى
انه في الوقت الحالي لدينا الامكانية الكاملة في تبليط الشوارع في وسط المدينة
ولكن ننتظر الموافقات الرسمية الخاصة بمشروع مجاري شركة الرافدين لنباشر باعمالنا
وتقديم الخدمة لجميع احياء مدينة الديوانية خاصة وان المواطن بدأ يعاني معاناة
كبيرة يجب الوقوف عندها باسرع وقت ممكن.
معاناة لا
تنتهي
المواطن
ماجد فراس/ كاسب: لم تكن الحكومة المحلية موفقة في تقديم ابسط حقوق المواطن في
المحافظة من ماء ومشاريع مجاري لذا نجد المعاناة تكبر يوما بعد يوم دون ان نشاهد
حلولا آنية ولا حتى مستقبلية، واضاف: لقد
يأس المواطن من تردي الخدمات وبدأ يتعايش
مع الواقع لكننا نستبشر خيرا بالمستقبل ونطالب الحكومتين المركزية والمحلية بتخصيص
وصرف الاموال لتقديم الخدمات الاساسية للمواطن.
فيما قال
المواطن ابو بنين يسكن الحي العسكري الثالث- موظف حكومي: حقيقة ان المعاناة كبيرة
بالنسبة لساكني هذه المنطقة فالواقع صعب بالنسبة لنا كموظفين مرتبطين بالعمل في
الدوائر وكذلك صعب جدا بالنسبة لابنائنا الطلبة الذين يعانون حتى يصلوا الى
مدارسهم وطالب الحكومة المحلية بالعمل الجاد لانقاذ ساكني هذه المناطق من البؤس
والحرمان الذي يعانون منه من جراء عدم وجود الخدمات التي تسهل علينا التحرك
وممارسة الاعمال والوصول الى دوائرنا وقضاء اعمالنا الاساسية.
ليست هناك تعليقات: