![]() |
| ظاهرة العنف في المدارس |
وداد مهدي / جامعة القادسية
عدم وضوح القوانين وقواعد المدرسة ، حدود غير واضحة لا يعرف
الطالب بها حقوقه ولا واجباته ، مبنى المدرسة كثرة اعداد الطلبة في الصف الواحد ، التدريس
غير الفعال وغير الممتع الذي يعتمد على التلقين والطرائق التدريسية ، الانترنيت وقصص
التواصل الاجتماعي العنيفة ، كل هذا يخلق عدة احباطات عند الطلبة مما يدفعهم الى القيام
بمشاكل سلوكية تظهر باشكال عنيفة واحياناً تخريب الممتلكات العامة والخاصة بالاضافة
الى استخدام المعلمين للعنف ، فالخوف ليس في كمية اعمال العنف وانما في الاساليب التي
يستخدمها الطالب في تنفيذ السلوك العنيف .
سلوك سلبي
فالعنف تصرف يؤدي الى الحاق الاذى بالاخرين ، قد يكون الاذى
جسيماً او نفسياً او لفظياً ، فالسخرية والتهديد بالاذى البدني ، والابتزاز ، والاعتداء
، والضرب ، والعمل ضمن جماعات والتحرش الجنسي والملامسة البدنية او دعوة الطفل باسم
لا يحبه او لقب او العمل على نشر اشاعات او رفضه من قبل الاخرين فهذه السلوكيات جميعاً
تمثل شكل من اشكال العنف والعدوان الذي يقوم به شخص او عدة اشخاص في المدرسة بمضايقة
اخرين من زملائهم فالعنف هو سلوك سلبي من طرف او اكثر اذ يكون هذا السلوك متعمداً ويسبب
الالم للضحية في المجال الجسمي او اللفظي او العاطفي او النفسي.
ان ظاهرة العنف بشكلها العام وفي اطرها المختلفة تعد من اكثر
السلوكيات التي ينبغي ان تسترعي اهتمام الادارة في المؤسسات التعليمية من ناحية والاسرة
من جهة اخرى ، اذ يلاحظ تطور ليس فقط في كمية اعمال العنف وانما في الاساليب التي يستخدمها
الطلبة في تنفيذ السلوك العنيف ضد زملائهم او ضد مدرسيهم .
المجتمع السلطوي
وان اهم الاسباب التي تقف وراء ظاهرة العنف في المدارس هي
ظاهرة المجتمع الابوي والسلطوي اذ ان استخدام العنف من قبل الاخ الكبير او المدرس هو
امر مباح ومن ضمن اطار المعايير الاجتماعية السليمة ونتيجة لهذا السلوك السلبي تعتبر
المدرسة هي المصب لجميع الضغوطات الخارجية فيأتي الطالب المعنف من ضمن الاهل والمجتمع
المحيط بهم الى المدرسة ليفرغوا الكبت القائم بسلوكيات عدوانية عنيفة .
وقد ذكر هوربيتس 1995 اذا كانت البيئة خارج المدرسة عنيفة
فأن المدرسة ستكون عنيفة ، ومن مسببات العنف ايضاً المنافسة والغيرة او الصراع بين
الفقراء والاغنياء او الحقد ، وبالتالي فأن اسباب العنف لدى الطلبة اما يكون سببها
داخلي وهي المدرسة او يكون سببها الاسرة او المجتمع او الاعلام .
معالجة ظاهرة
ان مسؤولية المدرسة كبيرة لمعالجة ظاهرة العنف ويتطلب الامر
التعاون مع الاهالي ، وعلى المدرسة الانتباه للجو المدرسي ومراقبة الطلبة وضبط سلوك
العنف ، وينبغي اكساب الاهل واطلاعهم على مهارات التواصل مع ابنائهم والاستماع والاصغاء
لهم ، والتعاطف ومساعدتهم على حل المشكلات والانفتاح الذاتي مع الابناء ، والتواصل
مع المدرسة للتفكير في طرائق الحماية للطلبة وسلامتهم ، اما اعضاء الهيئة التعليمية
والادارية فيجب ان يطلعوا على البرامج والطرائق التي يتزودون من خلالها بالمهارات اللازمة
لحماية الطالب واعتبار العنف سلوك غير مسموح به ، وزيادة وعيهم حول آثار العنف ونتائجه
الخطرة واثارها المستمرة على الطالب والمجتمع ، وعلى جميع المحيطين بالطلبة ان يتجنبوا
اللوم والتوبيخ والاستماع بعمق لما يقولون والتعرف على افكارهم وعلاقتهم مع والديهم
والاخرين ، ومشاركة الاباء في الارشاد والتدخلات العلاجية وتأسيس نظام للمسؤولية والتقييم
ومحاولة تعزيز السلوك الايجابي ليكون بديل عن السلوكيات الخطرة والسلبية وغير المقبولة
.

ليست هناك تعليقات: