"/> إجماع شعبي وعشائري على إدانتها ... الدكَة العشائرية صورة من صور الارهاب | صباح الديوانية

صباح الديوانية العدد 739


صباح الديوانية / كريم حمزة / محمد الفرطوسي

 مصطلح "الدكة العشائرية" يعني مرحلة التحذير ، وهو تقليد يعود لقرون عدة ، لكن مع انتشار السلاح بشكل لافت خلال الحروب اصبحت تلك العادة خطراً كبيراً يهدد امن المجتمع وسيادة القانون .
وتتلخص "الدكة العشائرية" باقدام مسلحين ينتمون لعشيرة على تهديد عائلة من عشيرة اخرى ، من خلال اطلاق نار او القاء قنبلة يدوية احياناً على منزل المقصود ، كتحذير شديد اللهجة لحمله على التفاوض وتسوية الخلاف.
وفي حال عدم موافقة الطرف المستهدف تتطور الامور لتؤدي وقوع ضحايا من الطرفين .

رأي قانوني
من جانبه قال الحقوقي علي الحسناوي : شاعت جريمة التهديد وانتشرت حتى اضحت اكثر الجرائم تداولاً في احاديث الناس وبوسائل مختلفة .
وقد عرف المشرع العراقي التهديد بانه (ترويع المجني عليه والقاء الرعب في قلبه بتوعده بانزال شر معين به سواء كان بشخصه او بماله) وقد تناول المشرع جريمة تهديد في قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 في المواد (430 / 431 / 432) وخلال السنوات الاخيرة تطورت جريمة التهديد واستفحلت وظهرت بما يعرف (بالدكات العشائرية) وقد اعتبرها مجلس القضاء الاعلى بانها صورة من صور التهديد الارهابي وفق احكام المادة (ثانياً) من قانون مكافحة الارهاب ، لما لها من اهمية في انزال الرعب والخوف بحق المجني عليه او حتى جيرانه والمقربين منه

مؤتمر عشائري
اصدر مجلس القضاء الاعلى قراراً عن الدكة العشائرية واعتبره عملاً ارهابياً وفق قانون مكافحة الارهاب فقد عقدت عشائر الفرات الاوسط مؤتمراً عشائرياً في مضيف الاكرع (ال شعلان) وبحضور سادات ورؤساء القبائل وشيوخ العشائر في الفرات الاوسط لشرح ابعاد هذا القرار وتدارسوا فيه الامر كظاهرة منذ العام 2003 والتي استفحلت خلال السنوات الاخيرة .
وقال شيخ عشائر الاكرع الشيخ محمد عبد الامير الشعلان: كما تدارس المؤتمر بأن قضية الدكة تكاد تكون نادرة في منطقة الفرات الاوسط وأن حصلت فهي على مستوى محدود ، وقد ازدادت في الآونة الاخيرة في محافظة البصرة وبغداد نتيجة التنوع المجتمعي ، لذا فأن شيوخ العشائر في الفرات الاوسط تقف ضد هذه الظاهرة الدخيلة على عشائرنا التي نسعى لفعل الخير واصلاح الفرد والاسرة وقيم الاتصال بالوساطة واخذ العطوة ومن بعدها يكون التحكيم وفق (سواني) موجودة منذ امد بعيد بين عشائرنا .
واضاف : الهدف من هذا المؤتمر هو اصلاح ذات البين وحل المشاكل المستعصية وابراز دور المضيف في حلها ، موضحاً ان التاريخ يسجل لعشائرنا بكل فخر واعتزاز الدور الوطني عبر كل الازمنة وخاصة مقارعة المستعمرين والرجعيين وتثبيت الحكم الوطني منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1920 ودورها في ثورة العشرين مروراً بالدورات والانتفاضات ولا زالت العشائر عند توجيهات المرجعية الرشيدة في الحد من الاطلاقات النارية في مختلف المناسبات وارساء قواعد القوانين التي تحافظ على سلامة المجتمع ونرفض رفضاً قاطعا التصرفات والممارسات البعيدة عن اخلاق العشائر الاصيلة .

التزام ديني
وتحدث رئيس عشائر مرمض الشيخ الدكتور اقبال دوحان جلاب قائلاً : تستمد  عشائرنا القيم والاخلاق من الشريعة الاسلامية السمحاء اما هذه المسألة فهي اسلوب همجي رخيص يتبعه بعض ضعفاء النفوس والمحسوبين على العشائر العراقية والعشائر منهم براء كونهم يستخدمون هذا الاسلوب للكسب المادي فهم بعيدون عن الاصالة والاعراف العشائرية ولا يحملون اخلاقاً عشائرية اصيلة ، وان العشائر مستعدة ان تقاتل اذناب الارهاب المتمثلين (بأهل الدكة) كما قاتلت رأس الارهاب .
من جانبه قال رئيس عشائر البو خضر الشيخ الدكتور نافع صبيح جاسم : ان الدكة وسيلة رخيصة لابتزاز الناس وتجاوز للاعراف والتقاليد العشائرية وان سببها الرئيسي هو ضعف القانون ، كما انها انحدار اخلاقي واجتماعي تنمو اينما حل الضعف والهوان المجتمعي .
واضاف : نحمد الله ونشكره كونها نادرة الحدوث في مدينتنا وذلك للتماسك العشائري والاسري والالتزام بالاعراف والتقاليد العشائرية ، ونحن كعشائر اصيلة ندين ونستنكر كل ما هو دخيل عن الاعراف والتقاليد العشائرية والدينية بما فيها الدكة العشائرية .  

دولة مدنية  
مستشار المحافظ للشؤون العشائر عاد عباس حميد الطويل اكد على ان الدكة العشائرية هي قيام العشيرة او الاشخاص الذين يعتقدون انهم اصحاب حق عند العشيرة الاخرى ، لاسيما ونحن نتطلع الى دولة مدنية خالية من السلاح بين العشائر ويحكمها القانون ويسودها العدل الاجتماعي بين الجميع .
واضاف : وتستخدم في الدكة العشائرية الاسلحة الخفيفة والثقيلة لضرب العشيرة الاخرى بدون (مشية ) او وجاهة او وساطة وهذا يؤدي الى اضرار مادية بكل ما تحمله الكلمة من ضرر .
موضحاً : ان تاريخ واصول ووضع الدكة العشائرية هي من اصول قبلية المترسخة في المجتمع ، وتاريخها بعيد جداً ، العراق مجتمع عشائري والدكة موجودة فيه قديماً ولكن في العقود الاخيرة تلاشت نهائياً بسبب تنامي الوعي المجتمعي وسيادة القانون .
منوهاً : بعد العام 2003 اخذت الدكة العشائرية طابعاً غير مألوف في العرف الاجتماعي ، ولا يمكن مواجهتها فهي ليس لها دين او عرف عشائري .
مفيداً : ان قانون الدكة العشائرية الذي صدر مؤخراً خطوة جيدة وصائبة من قبل الحكومة لكنها متأخرة جداً فكان وجودها احسن من انعدامه من اجل القضاء على الدكة ، واخذت بصمتها تتوضح في المجتمع ، والان بدأت الدكة تتلاشى بسبب تطبيق هذا القانون .
وختم الشيخ عاد حديثه قائلاً : ان الدكة العشائرية مرفوضة جملة وتفضيلاً فنحن نستنكرها جداً ، داعياً جميع العشائر الى عدم ارتكاب اي حالة من هذا النوع وعليهم التعاون مع الاجهزة الامنية لبسط الامن بين جميع افراد العشائر والسير حسب العرف العشائرية ، فلا زالت عشائرنا تتمسك بالترابط والتآخي والتراضي والاعراف الطيبة وخاصة في محافظة الديوانية .

الموروث الشعبي
نائب رئيس اتحاد الادباء واحد وجوه عشيرة الحداد في الديوانية حاكم الحداد قال : حفل الموروث الشعبي بذكر العديد من المأثورات من اقاويل وامثال واشعار ومأثورات عشائرية ، حتى ان بعضها ذكر في الاغاني ومنها تلك التي تتحدث عن (الدكة العشائرية) والتي تقول :
(يا دكة المحبوب دكة خزعلية)
وذلك بالاشارة البليغة بمعنى الدكة وقوتها واهميتها ، والتي عرف عنها هي عرف عشائري قديم استخدمته العشائر لتخويف وترويع الخصوم والذي يشمل احياناً حتى العوائل المسالمة من نساء واطفال .
واضاف : هناك تقاليد عشائرية جميلة تتمثل بمكارم الاخلاق والكرم واغاثة الملهوف ونصرة المظلوم ، لكن هذا لا ينفي عدم وجود تقاليد غارقة في الظلمة كالنهوة وزواج الكصة بكصة وغيرها الكثير مثل الدكة والتي اعتبرت قرصنة على الروح الانسانية ويشجبها المجتمع والقانون ، انها حقاً عمل ارهابي يجب القضاء عليه .

اصدار قرار
فيما اصدرت وزارة الداخلية قرارات جديدة بشأن "الدكة العشائرية" واكدت على عقوبتها التي تصل للمؤبد او اعدام
واضافت انه تم الاتفاق على سياقات والية عمل تخص تنفيذ هذه القرارات .
وفي هذا الشأن قال المتحدث باسم الوزارة اللواء سعد معن في بيان حصلت "صباح الديوانية" على نسخة منه : قضية "الدكة العشائرية" لا تتعلق فقط باطلاق النار او رمي الرمانة اليدوية وانما تتعلق ايضاً بالكتابة على جدران المنازل ويعامل الشخص وفق المادة (2/ارهاب) .

منوهاً : ان الداخلية تثمن قرار مجلس القضاء الاعلى بخصوص موضوع الدكة العشائرية باهميته .

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم

ليست هناك تعليقات:

Post a Comment


Top