"/> تعددت السرقات واللص واحد | صباح الديوانية

صباح الديوانية العدد 739



عبد العزيز الناصري

مما لاريب فيه ، وبديهي جداً ، ان من يسرق ديناراً او ملياراً كلاهما (سارق ولص) ، فالسرقة مهما كان نوعها ، وطرق تنفيذها فهي تعني في كل حالاتها سلب حق الاخرين بوجه غير شرعي .
والغريب بالامر ان اللصوصية صارلها مريدوها وعلى كل المستويات ، والبعض منهم يتشدق وبلا حياء وعلى شاشات التلفاز وامام الملأ على انها بطولة وذكاء ، وبالتالي صارت فناً وابداعاً ...
ففي عالم السياسة نجد اللصوصية لها آلية تفنن اصحابها في جمع المال الحرام ، فهناك من يبيع ويشتري بالمناصب او اقامة مشاريع وهمية لا وجود لها على ارض الواقع ، او يستغل منصبه ليمني البعض اللذين لم تمتلئ بطونهم شبعاً بالتعيين الوهمي ، فيبيع حتى اثاث بيته ... وهناك من ولج عالم السياسة وهو يدعي خوف الله ويتسلم (17) راتباً لذوي القربى حتى الدرجة العاشرة .
 اما عالم الثقافة هو الاخر لا يخلو من لصوصية مقيتة فهناك من يسلب انجاز احد ما ويدعي انه من انتاجه وابداعه دون ان يعرق له جبين او ترف له شفة .
ولعل الاعلام هو الاخر لم ينجو من عالم اللصوصية ... فهناك قنوات فضائية وحتى اذاعات معينة تقدم برامجاً على الهواء مباشرة على شكل مسابقات وجوائز مغرية تصل الاف الدولارات ، والاسئلة فيها من البساطة ما يمكن ان نعتبرها (تافهة جداً) لا تحتاج الى بحث اوعناء .. وفي المقابل هناك عملاء يتصلون باجابات خاطئة مما يحفز الاخرين حينها يحجز خط المتصل الحقيقي لدى الكونترول ولم يظهر صوته على الهواء حتى ينتهي رصيد حسابه فيعتذر مقدم البرنامج على ان الخط قد قطع ... ولا يفوتني هنا ان اشير ان هذه البرامج بالاتفاق وبرعاية بعض شركات الاتصالات صاحبة النفع الاكبر.
 لكن الاخطر من كل هذا وذاك هو بروز ظاهرة جديدة ونوع من انواع السرقات الذكية والتي مسرحها صفحات التواصل الاجتماعي لاسيما (الفيس بوك) وابطالها لصوص بامتياز ... وهذا ما دفعني لان اكتب في عمودي هذا عن السرقة بدل الهم الثقافي الذي اتسم به ذلك العمود ... فهناك من يعمد الى اختراق حساب الاخرين ويطلع على اسراره وخفاياه ، كالصور العائلية على سبيل المثال ، فيتعرض صاحب الحساب للابتزاز والتهديد ... او يجمع اللص الالكتروني ارصدة من اصدقاء المشترك الذي اخترق حسابه من غير علمه .

اذن نحن امام ظاهرة خطيرة تهدد السلم المجتمعي لا بد من وقفة جادة وصارمة من قبل الدولة لا سيما الحكومة الجديدة والتي هي امام تحديات خطيرة اهمها ملفات الفساد والتي نخرت الاقتصاد العراقي رغم ثراءه الحقيقي ... على الحكومة ان تحذو حذو بعض دول العالم المتطور باقامة منظومة مراقبة من خلال شبكات تمتد اذرعها في كل محافظات العراق ولها مركز رئيسي في بغداد لتعقب خطى هؤلاء اللصوص والحد من نشاطاتهم التخريبية . 

عبد العزيز الناصري

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم

ليست هناك تعليقات:

Post a Comment


Top