"/> حيدر هلال ... يتوسد نهر خدران ويحلم بأنثى زجاجية | صباح الديوانية

صباح الديوانية العدد 739


صباح الديوانية / عماد المطاريحي

حيدر هلال قافية بيضاء تتصدر بحور الوعي ، يتوسد (نهر خدران) ويحلم بأنثى زجاجية ، حينما تقرأ كلماته ليس بمقدورك غرسها في زاوية من رأسك فسرعان ما تتحول حمائم بيض تجوب سماوات شاسعة ، يحيا بنصف قلب ويعشق بقلب كامل فتح شباك روحه ( لصباح الديوانية) ليبصم على حزمة ضوء
*  متى بدأت رحلتك مع القافية ؟
- مبكرة جدا في صباحات عمري بأنامل صغيرة لا تقوى على لي عنق القصيدة ويخدشها الغور في مقومات النص الشعري من حيث الصورة والتشبيه والتورية والاستعارة فقد كتبت بعمر ناهز (11) عاماً حيث كانت اول قصيدة  كتبتها لمسابقة مدرسية في الشعر والخطابة احرزت بها المركز الأول على مستوى تربيات الفرات الأوسط تلتها قصائد ومشاركات كثيرة أكثر ما تميل الى السردية والمباشرة هي كانت بدايات رحلتي بين شواطئ هذا البحر المتلاطم الأمواج .
* ماهي البيئة التي أثرت بمنجزك الشعري ؟
-  أنا وطفولتي وعشقي المستديم وزقزقة العصافير والمشاحيف الهائمة بمسالك الهور وأصوات الصبايا المحلقة على أجنحة الابوذية محملة برائحة البردي لتراقص نغماتها أجساد القصب المتيبس عطشا رغم أن جذوره منغمسة بالماء مثل روحي وأنا أنتظر حلم الغد تحركني أبجديات الغناء باللاشعور لأنني حينها كنت عاشقا ينثر بذور أزهار العمر أفرش خيالي الخصب بأوصافها وصفاتها علني أجدها في يوم ما ريم ترتع بحقول روحي   تنثر مع أشراقة كل صباح ضوء وأمل وفرحة على سطور قصائدي المعدة لشعب من العاشقين محملة بأربعة آلاف قبلة بعد أربعة أجيال من الجمال الأشقر الناصع فأني كنت  أرسمها صورا في قصائدي وحين أكتمل الوصف وجدتها مجسدة على مشارف الخمسين ولازلنا في ريعان العشق والغزل .
*الى أي مدرسة شعرية تنتمي قصيدتك؟
- ننتمي أنا وقصيدتي الى المدرسة الرومانسية الحديثة لأني من أكثر المتحيزين لهذه المدرسة ومن الدعاة اليها .
*متى تكتب قصيدتك ؟
- عندما يطرق مطلعها أبواب مخيلتي بعد مخاض أيام عسير أمسك به عن الضحك والكلام وكذلك الطعام الا ما يسد الرمق .

* ما هو رأيك بتعدد المرجعيات الشعرية ؟
- حالة صحية تضفي تنوع النتاج الشعري النوعي لترضي جميع الأذواق رغم أنني لا أرى الى الآن تعددا للمرجعيات الشعرية في ساحة الشعر الشعبي العراقي لأننا لازلنا نلتف حول قطبين شغل روادهما حيزا وقت فراغ الساحة.
* الأعلام ماذا أضاف وما أخذ من الشعر الشعبي العراقي؟
- أن فسحة الحرية والديموقراطية وتعدد بل كثرة القنوات الإعلامية على اختلاف مشاربها ومواقع التواصل الأجتماعي أو السوشل ميديا في عراق ما بعد عام 2003 قدمت للشعر الشعبي العراقي الكثير حيث أعلنت وأشاعت ثورة تطور القصيدة الشعبية التي فجرها جيل الشباب ومن واكبهم من الرواد فيما أثر سلبا في الوقت ذاته من خلال أبراز المستشعرين على منصات الشهرة وتطميس تجارب أكثر المبدعين بسبب التعامل الذاتي والشخصي مع قضية الشعر واعتماد الشخصية والانحيازية والمناطقية في طرح الشعراء ومنجزهم ألا ما ندر من المخلصين للشعر وللقضية .
*ما هو رأيك بالمشهد الثقافي في الديوانية ؟
- لا تخلو هذه المدينة من حراك ثقافي على المستوى المجتمعي الفردي أو الجماعي الا أن  هذا الحراك يفتقر الى استراتيجية تجعل ما يحصل على الأرض من نشاطات ثقافية مثمرا ليقتطف ثماره عامة الناس ناهيك عن فقر وانعدام الدعم الحكومي والمؤسساتي للحركة الثقافية مما يجعلها أكثر رصانة ورغم ذاك فقد برز دور المدينة في المحافل الوطنية والخارجية من خلال حصاد جوائز وشهادات متقدمة حصدها المبدعين من أبنائها .
* ما هو رأيك بمن تمتد أيديهم لقطف ثمار غيرهم ؟
- مشردين في مدن الأبداع فقراء بحاجة الى سد فضولهم وعوزهم النفسي فتمتد أيديهم الى جهود غيرهم ليصبحوا لصوصاً بذريعة الحاجة .
* ظاهرة طباعة الدواوين الشعرية غير الراسخة ماذا تسميها ؟
- خسارة للشاعر وربح لأصحاب المطبعات وثقل على كاهل المكتبة .

* هل أنت مع وحدة القصيدة شكلا ومضمونا ؟
- لم يعد البناء الشكلي للنص الشعري مهما للمتلقي أو الناقد بل أصبح حالة صحية تبعده عن الرتابة والملل لتحقق عوامل الدهشة والأبهار من خلال الانتقال بأريحية بين مقاطع النص شرط المحافظة على مضمون القصيدة من خلال وحدة النص وعدم التشتت بآفاق بعيدة عن ما يطرحه الشاعر وأن يستعير ويدلل ويشبه ويواري بتركيز وموضوعية وهنا تبرز أمكانية وخبرة واحترافية الشاعر وإمكانيته من السيطرة في صناعة اللغة ورسم الصورة الشعرية  .
* ما الذي يعضد تجربة الشاعر ويسقل موهبته ؟
- المطالعة والاطلاع ( القراءة والاستماع ) .
* قصيدة تمنيت أن تكون أنت من كتبها ؟
- أحببت الكثير من القصائد لكني لم أتمناها لأني أنطلق من ذاتي ولا أكتب غير مشاعري .
*هل ندمت على كتابة قصيدة معينة أم أنك تبصم على جميع ما كتبت بالإيجاب؟
-  ان جميع قصائدي تعكس مشاعري الحقيقية وهي قصص واقعية أغلب أبطالها لازالوا على قيد الحياة لذا لم أندم على كتابة أي منها في يوم من الأيام وأبصم عليها جميعا وثائق تؤرخ حقب حياتي بتعاقب الأشخاص والاحداث.
*بمن تأثرت وبمن أثرت ؟
- تأثرت بمظفر النواب وشعراء اخرين كثر ولا أعلم بمن أثرت ولكني وجدت أحساسي ولغتي  في قصائد الكثير من الشباب بما يرضي فضولي .
* لو كلفت بإقامة مهرجان ماذا تسميه وماهي الأسماء التي تدعوها له ؟
- سوف أسميه واعية الوجدان وسأجعل شعاره (بعيدا عن التصفيق) ولا أكتفي بجلسة واحدة بل سوف يكون لعدة أيام لزخم المشاركين في هذا المهرجان لكثرة الأسماء التي تضج بفكري من الشعراء الذين يكتبون القصيدة الواعية

 


About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم

ليست هناك تعليقات:

Post a Comment


Top