"/> سبب خسائراً للمربي .. نفوق الاسماك ظاهرة وبائية تهدد ثروة البلاد | صباح الديوانية

صباح الديوانية العدد 739



خسائر اقتصادية فادحة

صباح الديوانية – سالم الهلالي

لا تقل الخطورة والخسائر المادية والبشرية التي تسببها الامراض الانتقالية والوبائية عن الحروب العسكرية ليكون ضحيتها بالدرجة الاساس الانسان والاقتصاد وما تتركه هذه الامراض من اثار اقتصادية ونفسية وصحية كثيرة هي الامراض ومنها ما اصبح ظاهرة بيئية تهدد حياة الكائن الحي منها انفلونزا الطيور والحمى القلاعية وحبة بغداد واخيرا انتشار مرض تعفن الغلاصم عند الاسماك وما خلفه من هلاكات في الثروة السمكية، جريدة صباح الديوانية التقت بعض المختصين والمسؤولين لمعرفة اسباب الهلاكات في الثروة الحيوانية.
مدير المستشفى البيطري في الديوانية الدكتور عبد الحسين مرزة تحدث لنا عن طبيعة هذا المرض قائلا: مرض تعفن الغلاصم او تعفن الخياشيم عبارة عن مرض فطري، والفطريات المسببة له هي (برانكومايس) مع اختلاطات جرثومية.
مرض مستوطن
واضاف ان المرض موجود في العراق والدول المجاورة له وبلدان العالم اجمع يصيب الجهاز التنفسي للسمكة ما يؤدي الى تنخرات حادة وبالتالي يؤدي الى موت الاسماك، واشار الى ان المرض يظهر في نهاية فصل الصيف وفي بدايات الخريف عندما تكون درجات الحرارة متقلبة وغير مستقرة ويحتاج المرض الى عوامل رئيسية لانتشاره وهذه الفطريات والبكتريا هي اصلا موجودة بصورة طبيعية في الانهار والجداول والبحيرات لكنها تحتاج الى عامل مهىء مثل زيادة اليوريا والامونيا (تركيز نسبها) في مياه الانهار فضلا عن وجود كميات كبيرة من الاسماك في الاقفاص اي ازدحام الاسماك في القفص الواحد.
مياه ثقيلة
مضيفا ان انخفاض مناسيب المياه في العراق خلال السنوات الاخيرة بشكل لافت مع القاء المياه الثقيلة ومخلفات المنازل والمستشفيات في مجرى النهر ادى الى زيادة التلوث باليوريا وهذا عكس ما موجود في بلدان العالم حيث تخضع المياه الى معالجة تستخلص منها اليوريا وتحولها الى سماد للمزروعات وكذلك تعالج البكتيريا الضارة ويتم معادلة القواعد النتروجينية الضارة ومن ثم تلقى في مجرى النهر لتكون مياه مأمونة وصالحة تخلو من الخطورة على الاسماك والكائنات النهرية الاخرى.
تلوث بيئي
واكد ان نسبة التلوث في الانهر بلغت (Ph9) وهو الحد الاقصى لتكون المياه غير صالحة لتربية الاسماك، اما العامل الثاني عدم التزام المربي بالضوابط والمحددات الخاصة بهذا الجانب والتي يكون فيها 800 سمكة في القفص الواحد ولكن الامر تضاعف عن هذا العدد داخل الاقفاص اذ بلغ 1600 سمكة مما يؤدي الى نفاذ الاوكسجين داخل القفص بسرعة عالية اضافة الى ما يطرح من فضلات وكذلك زيادة حجم السمكة وهذه العوامل تساعد المستعمرات الجرثومية ان تهاجم هذه الكائنات مع عدم وجود المناعة.
تعليمات وضوابط
عن حالات المرض وانتشاره اكد (عبد الحسين) ظهور حالات اصابة في محافظات العراق (ديالى – بغداد – الانبار – الحلة – الكوت – ذي قار – الديوانية) مشيرا الى ظهور حالة اصابة في ناحية الدغارة قرية ال خلاط سببها عدم التزام المربي بالتعليمات الصحية والضوابط الخاصة بالاقفاص ما ادى الى هلاك كمية كبيرة من الاسماك.
اما عن الاجراءات الخاصة بالمستشفى البيطري قال: عند ابلاغنا بحدوث اصابات في محافظات العراق شكلنا فرق بيطرية جوالة للكشف عن البحيرات الموجودة في محافظة الديوانية وكذلك جميع الاقفاص ومن خلال الكشف الموقعي عثرنا على اصابات في ناحية الدغارة ولم يبادر صاحب المشروع في التبليغ حول المرض.
مكافحة وتعقيم
وتابع بدأنا برش جميع الاقفاص العائمة والبحيرات الطينية في المحافظة والعمل متواصل صباحا ومساء لتعقيم هذه الاقفاص والبحيرات بمادة (الفركون S) على ان يكون التعقيم لكل ثلاثة ايام يعاد الرش وذلك لحين القضاء على جميع الفطريات والجراثيم.
واوضح التزام الكوادر البيطرية كافة بالدوام على مدار الساعة والغاء ما يسمى بالدوام الرسمي يكون التواجد ميدانيا حتى في ايام العطل الرسمية وهو ما نعمل به في حالة الازمات وعند حدوث ظاهرة وباء او انتشار الامراض يتحول الدوام الى حال طوارىء لجميع المنتسبين.
ثقافة صحية
وعبر عن اسفه لعدم وجود ثقافة ووعي صحي لدى مربي الاسماك وعدم الالتزام بالتوجيهات والتعليمات الصادرة من الجهات ذات العلاقة فضلا عن عدم تطبيقهم للضوابط والمحددات لتربية الاسماك وكذلك عدم المراجعة او التبليغ عن الحالات التي تحدث.
واهاب بمربي الاسماك ان يلتزموا بالتعليمات الصحية ومراجعة اقرب مستوصف بيطري وعدم العمل بالاجتهاد الشخصي وكذلك ضرورة بيع الاسماك ذات الاوزان الكبيرة والعمل بمبدأ (تقليل الخسارة هو ربح) اضافة الى مراعاة المسافة بين مربي الاسماك على ان تكون المسافة 1كم وكذلك متابعة المتجاوزين منهم ممن لم يمتلك اجازة رسمية وضرورة وضع الاسماك المصابة في طمر صحي ولا يمكن لها ان تترك نافقة في النهر وذلك لانتشار العدوى بصورة اكبر واستخدام الاعلاف الخاصة بالاسماك وهناك الكثير ممن يستخدمون مخلفات المجازر ومخلفات الدواجن والمطاعم الامر الذي يسبب تسمم الاسماك بشكل كبير ولابد من استخدام اعلاف ذات مواصفات قياسية.
دور زراعة الديوانية
صباح الديوانية تابعت الموضوع مع مديرية الزراعة حيث التقت مدير الثروة الحيوانية ر.مهندسين اقدم رعد نعمة حيث قال: تبدأ مسؤولية مديرية الزراعة بالتنسيق مع دائرة البيئة والموارد المائية لغرض انشاء الاقفاص العائمة بعد ان يتم تقديم طلب خاص لمن يرغب في تربية الاسماك من المربين ومن ثم يخضع الى الكشف الموقعي بمعية الدوائر المذكورة وهناك آلية لهذه الاقفاص لابد من الالتزام بها منها المحددات والضوابط، وفي حال توفرها عند صاحب الطلب سيخضع للموافقة وبالتالي بمنح اجازة تأسيس المشروع ومن ثم يحق للمربي وضع الاقفاص في النهر.
متابعة دورية
مشيرا الى وجود متابعات دورية لاصحاب الاقفاص (مربي الاسماك) لتقديم النصح والارشادات فضلا عن توفير الاعلاف الخاصة بالاسماك وتوجيههم الى شراء الاصبعيات ذات المواصفات الجيدة اضافة الى متابعة مدى التزام بالعدد ضمن المساحة المخصصة لكل قفص.
وعن حالة الاصابة التي حدثت في ناحية الدغارة اكد لنا بانها هي الوحيدة من نوعها ولا توجد اصابات غيرها وطمأن المواطنين بعدم انتقال المرض الى الانسان وان الاصابة التي حدثت ليست بفعل فاعل وانما سوء ادارة المربي للمشروع وذلك لعلمه مسبقا بوجود شحة بالمياه وهنا لابد من تقليل الاستزراع في اقفاص السمك ورفع الاقفاص عن قاع النهر بمسافة 1 متر في ادنى حد وضرورة تسويق الاسماك بشكل دوري وخصوصا ذات الاوزان الكبيرة لمنع التزاحم في الاقفاص.
توجيهات للمربين
من جهتها اكدت مديرة البيئة ساهرة خليل الخالدي استنفار الفرق الخاصة بالدائرة والتواجد موقعيا في مكان الاصابة في ناحية الدغارة.
توجيهات بيئية
واضافت: تم التوجيه بضرورة رفع الاسماك النافقة من النهر والتخلص منها بوضعها في طمر صحي وباماكن بعيدة عن مصدر المياه وتدفن بعمق مترين تقريبا اضافة الى اخذ عينات لغرض تحليل وتشخيص الاصابة والبعض من الاصابات ارسلت الى مختبرات جامعة القادسية.
ونفت وجود اقفاص غير رسمية (بدون اجازة) وهناك 200 قفص في الديوانية جميعها حاصلة على الموافقات البيئية وضمن المحددات المطابقة.
السيطرة على المرض
فيما اعلن محافظ الديوانية الدكتور سامي الحسناوي رئيس اللجنة الزراعية العليا في المحافظة عن السيطرة التامة على المرض وتتم متابعة جميع الاقفاص والبحيرات ورشها بالمبيدات وجميع الدوائر المعنية هي على اتصال دائم مع مربي الاسماك.
مشيرا ان وجود الاقفاص الخاصة بتربية الاسماك ظاهرة حضارية وصحية اذا ما طبقت عليها الضوابط وذلك لوجود محددات لانشاء هذه الاقفاص ولكن الذي حصل هو تجاوز على تلك المحددات وتحميلها اكثر من قدرتها وطاقتها التصميمية اضافة الى التأخير في عملية البيع وانعدام القياسات الصحية للاعلاف.
وتابع قائلا: رغم الاصابة التي ظهرت في ناحية الدغارة توجد لدينا معالجات موضوعية لهذا المرض ولدينا كميات من مواد التعقيم لهذا الغرض ويختلف هذا المرض عن باقي الامراض الحيوانية فهو ينتهي بموت السمك فقط وهو مرض غير معدي.
لافتا الى ان سقوط الامطار بشكل كبير سببا يساعد على سرعة جريان المياه في الانهر وارتفاع مناسيبها مما يخفف المواد السمية والتركيز الملحي فيها، ونحن كحكومة محلية نعمل على توفير الامن الغذائي والحفاظ عليه ايمانا منا بعملية الاكتفاء الذاتي فضلا عن توفير فرص عمل للكثير من الشباب وانتعاش الحالة الاقتصادية في المحافظة.


About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم

ليست هناك تعليقات:

Post a Comment


Top