"/> قراءة في ديوان شعري | صباح الديوانية

صباح الديوانية العدد 739


غلاف الديوان


حاكم الحداد

من اصدارات وزارة الثقافة / دائرة الشؤون الثقافية العامة صدر للشاعر (رعد زامل) ديوان باسم (انقذوا اسماكنا من الغرق) احتوى الديوان على سبع وعشرون قصيدة ... وقد تميزت هذه القصائد بنفس شاعري ذي مديات انسانية مثقلة بتلك الهموم التي تجذب الشعراء ، ليعبروا عنها بالمزيد من الحب والدهشة والسمو وتلك هي المشاعر الخلابة التي يضخها الشاعر عبر المفاصل الدقيقة لقصائده ، فنطالعها بانبهار ونتلقفها بمحبة ، وبداية يعرفنا الشاعر بماهيته وظروفه التي دفعته الى اخراج هذه القصائد وهي محملة بكل هذا الانين والوجع ...
وانا
المدعو رعد زامل
سافتح النافذة
واتسلل من الحياة
وعندما يناديني
احدهم بـ (قف)
او الى (اين)
سألوذ بالفرار
فانا احمل اسماً

وهذا يعني اننا امام شاعر يعرف نفسه جيداً ، تماماً مثلما يعرف ما يريد ان يقول ، وما يمكن ان ينتظره بعد ذلك انه يعلن ولائه للقيم والافكار والمبادئ التي آمن بها ، شاهراً سلاحه ، معرفاً بأسمه ، وهذا ما يدعونا الى القول .. انه شاعر ملتزم ، عركته الايام وشحنته بتلك الطاقات الايجابية الثرة والتي استطاع من خلالها ان يقول ذلك القول الباذخ المعطاء وبشجاعة تامة ، غير عابئ بما قد يلاقيه او يواجهه من مشاكل وعقبات وعراقيل ، شاعر مناضل يذكرنا باولئك الثوار الذين خلدهم التاريخ عبر ازمانه وارتحالاته الكونية المستبصرة وهو ما يدعونا الى القول ان شاعرنا ترك حياة النزف مثلما ترك حالات الايحاء بالدلالة وتكلم بصوت عالي النبرات وهو ينشد نشيد الامل ...
هكذا ..
خرج شاعر البلاط
حافياً يقتفي اثر الصنوبر
وكلما غرق في افكاره
صاح انجدوني
ترى ...
من سينجدنا
نحن الذين احرقنا
المراكب من خلفنا
وغرقنا في اليابسة
ان شفرات قصائده ذات الفاعل الشعري المتجدد الذي يفيض بطاقاته ، عبر اللغة القياسية المتوائمة مع المضمون ، تكشف لنا بوضوح موقف الادانة للسلطة الجائرة التي تنظر اليه على انه مخرب ومحرض ومن دعاة الثورة والتمرد ، وهذه التهمة هي التهمة الجاهزة على مدى التاريخ للذين يقفون نداً بوجه السلطان .. وهي كذلك تهم لا يحسد عليها لانها تعود الى الهلاك وبدون رحمة ...
لماذا ...
تحرض الطيور
على التمرد
والانهار على الثورة
بعينيك
قد عثرنا على سر
يمت الى الاهوار بموجة
وتحت المجهر
هذا دمك
فيه من الرفض الف قطرة
ثمة امر لا بد من تأكيده في هذه المجموعة ، وهو المظهر التركيبي للقصيدة الذي يتدفق كالموسيقى ، والذي جعل مخيلة الشاعر مخيلة خصبة وفاتنة مؤثثة بكل ذلك الرخاء والحب بأسلوب شاعري فيه الكثير من الفتنة والحلم ، شاعرية غضة لا تشبه تلك التجارب المتيبسة التي يقولها بعض الشعراء وهم اسرى التقريرية في مثل متطلبات هذه القصائد ، فالشاعرية لم تطغى على الحلم وكانت العصور تتداعى عبر انثيالات القصائد بدون رتوش او مغازلات اليه غير مدروسة ، وهو ما جعل الشاعر يحلق في سماء الشعر غير مبالٍ بما يكشف حياته من سموم وسهام واوجاع
لن اهبط
وان دعتني ربوة ما
لن اهبط
وان لاحت لي على
الربوة وردة شقراء
لن اهبط
وان فتحت الوردة
لي اكمامها وقالت :
هيت لك
لا شك ان هذه المشاعر لم تخرج دون مكابرة ، والتي قالت كل شيء بحرية تامة وغير منقوصة ، مشاعر لم تكن تخرج من الغير بهذا اليسر وبهذه الرؤية المشهدية والتي عبر عنها بنداءات صارخة وصادمة بذات الوقت ، وكان الشاعر مجيداً وهو يفجر المكامن السحرية لقصائده التي عبرت بصدق عن روحه المتوثبة الجليلة ، وبروح الانسانية ثائرة ومتفائلة انها ايضاً مشاعر قاتلة هادئة لا تكف عن الهديل مهما تقادم عليها الزمان ... انها افق الشاعر وتاريخه ...
اصرخ :
ان حلمي
ايتها الذئاب
فانا الفريسة
التي تنتظر حتفها
منذ انين السندان

وعويل المطرقة 

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم

ليست هناك تعليقات:

Post a Comment


Top