رياض الركابي
لم يعد السير مع صديقي الأقرب في شوارع
بغداد عفويا وتلقائيا كالسابق ، فكل بضعة أمتار نخطوها ، يقترب منا أحد المعجبين
.. ويواجهنا ببيتٍ من شعر صديقي ، والذي أصبح لازمةً مشهورة .. (بس هو صدك .. ماكال
مشتاك) ؟؟ .
لا أعرف السر الخفي .. في قصيدته التي
أوصلته للنجومية .. (الحب والكبرياء ) ، هذه القصيدة التي ناغمت كل المشاعر ، وطرقت
أبواب القلوب ، وتقبّلتها الأمزجة على مختلف مشاربها ، تجدها قريبة للروح ، ويشعر كل
من يسمعها إنها كُتبت له ، وإسلوبها السهل الممتنع يكاد يجعلها قريبة جدا من لغة الشارع
البسيطة ، ولكن حرفيتها العالية تجعلك تشعر بذكاء كاتبها وموهبته العالية في التسلسل
بالحدث وتجسيد المشاعر الإنسانية على الورق .
لقد إختصرت هذه القصيدة مسيرة ثلاثة
عقود من الإبداع ، والعطاء الكبير ليحيى العلاق ، حيث حققّت له حضورا جماهيريا عجزت
عن تحقيقه قصائد رائعة ، كتبت بحرفية عالية ، وأبدع في صياغتها مثل ( الملك غازي ،
السقوف الثانوية ، أهل نينوى ، الكرسي الهزاز ، يالمفخور خصرك ، أتحدى البعد.. ) وغيرها
من القصائد الجميلة الأخرى ، التي حققت نجاحا واسعا ، ولكن لم يشأ الحظ أو القدر
.. أن يكون وقعها مثل (الحب والكبرياء) .
وبقدر فرحِ يحيى العلاق بما حققته القصيدة
من نجاح كبير ، بقدر ما ساورته المخاوف من الخطوة التالية ، فكتب وبفترة زمنية قصيرة
قصائد جميلة .. مثل ( الشك والغيرة ، كافي تتهرب ، تجاهلني بعد ، اليعجبه بكلبي يكعد
لا يجرحه ) وحققت هذه القصائد نجاحا يضمن ليحيى الإستمرار بمشوار نجاحه الجماهيري الكبير
، وبقاءه عالقا في ذاكرة الناس .
لم تنل الشهرة الواسعة التي حضي بها
يحيى العلاق محليا وعربيا من بساطته وخلقه الرفيع ، بل مازال يتصرف بمعزلٍ عن هالتها
، في الوقت الذي شغلت هذه الشهرة العديد من الأسماء التي جاءتها الشهرة بضربة حظ ،
وهم لا يستحقونها اساساً ، وتنكروا لواقعهم وماضيهم ، وزملائهم ، وسيغادرونها مرغمين
وستثبت الأيام القريبة ذلك .


ليست هناك تعليقات: