"/> يحيى العلاق .. بين حبّه .. وكبريائهِ | صباح الديوانية

صباح الديوانية العدد 739


رياض الركابي

لم يعد السير مع صديقي الأقرب في شوارع بغداد عفويا وتلقائيا كالسابق ، فكل بضعة أمتار نخطوها ، يقترب منا أحد المعجبين .. ويواجهنا ببيتٍ من شعر صديقي ، والذي أصبح لازمةً مشهورة .. (بس هو صدك .. ماكال مشتاك) ؟؟  .
  لا أعرف السر الخفي .. في قصيدته التي أوصلته للنجومية .. (الحب والكبرياء ) ، هذه القصيدة التي ناغمت كل المشاعر ، وطرقت أبواب القلوب ، وتقبّلتها الأمزجة على مختلف مشاربها ، تجدها قريبة للروح ، ويشعر كل من يسمعها إنها كُتبت له ، وإسلوبها السهل الممتنع يكاد يجعلها قريبة جدا من لغة الشارع البسيطة ، ولكن حرفيتها العالية تجعلك تشعر بذكاء كاتبها وموهبته العالية في التسلسل بالحدث وتجسيد المشاعر الإنسانية على الورق .
 لقد إختصرت هذه القصيدة مسيرة ثلاثة عقود من الإبداع ، والعطاء الكبير ليحيى العلاق ، حيث حققّت له حضورا جماهيريا عجزت عن تحقيقه قصائد رائعة ، كتبت بحرفية عالية ، وأبدع في صياغتها مثل ( الملك غازي ، السقوف الثانوية ، أهل نينوى ، الكرسي الهزاز ، يالمفخور خصرك ، أتحدى البعد.. ) وغيرها من القصائد الجميلة الأخرى ، التي حققت نجاحا واسعا ، ولكن لم يشأ الحظ أو القدر .. أن يكون وقعها مثل (الحب والكبرياء)  .
 وبقدر فرحِ يحيى العلاق بما حققته القصيدة من نجاح كبير ، بقدر ما ساورته المخاوف من الخطوة التالية ، فكتب وبفترة زمنية قصيرة قصائد جميلة .. مثل ( الشك والغيرة ، كافي تتهرب ، تجاهلني بعد ، اليعجبه بكلبي يكعد لا يجرحه ) وحققت هذه القصائد نجاحا يضمن ليحيى الإستمرار بمشوار نجاحه الجماهيري الكبير ، وبقاءه عالقا في ذاكرة الناس .

 لم تنل الشهرة الواسعة التي حضي بها يحيى العلاق محليا وعربيا من بساطته وخلقه الرفيع ، بل مازال يتصرف بمعزلٍ عن هالتها ، في الوقت الذي شغلت هذه الشهرة العديد من الأسماء التي جاءتها الشهرة بضربة حظ ، وهم لا يستحقونها اساساً ، وتنكروا لواقعهم وماضيهم ، وزملائهم ، وسيغادرونها مرغمين وستثبت الأيام القريبة ذلك .

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم

ليست هناك تعليقات:

Post a Comment


Top