"/> قصة اغنية غريبة الروح | صباح الديوانية

صباح الديوانية العدد 739






  • نوال جويد

جبار الغزي ايها الجنوبي الجميل .. رغم سفرك الابدي فلا زلت شاخصاً كوجع لذيذ تسترخي له النفوس والمشاعر المتوجة بصدق الاحاسيس المرهفة .. لا زلت نقياً كالثلج وانت تنتقل بأنينك بين القلوب المتوسدة احلامها ملتحفة ضلال النخيل الراقصة سعفاته طرباً تسامر تلك القلوب العاشقة والاحاسيس المرهفة المضمخة بعطر العنبر العابق من السنابل الشامخة شموخ شعرك المطرز بالألم النقي وانت تنضم اشعارك على نغم الصبا كبلسم ابداعي لجراحات ارادها العشق هوية لمريديه .. فلا زلت وستبقى ايقونة ابداع لا تتكرر ..

رحلة الغربة
شاعرنا اليوم جبار الغزي احب في مطلع شبابه فتاة في مدينته (الفجر) وبادلته المشاعر متأثرة بشخصيته العاطفية واحساسه كشاعر حيث كان يقوم بتضمين رسائله اليها بقصائد تفيض عذوبة ، ليبدأ خلال الستينيات يلملم اوضاعه المادية ليقترن بها وتكون زوجته ، لكنه لم ينجح في ذلك واصر اهلها على رفضه رغم كل ما بذله من جهد للزواج منها ، ليبدأ الغزي رحلة الغربة والعذابات التي استمرت طيلة السنوات اللاحقة ، الامر الذي جعله يودع ملامح مدينته مرغماً عسى ان تنسيه بغداد وملذاتها وصخبها ، انهيار حبه الاول ، الا انه وكما هو واضح في شعره ، ازداد وجعاً بعد ان رأى ان الوجوه غريبة ليس فيها من احب ، والشوارع لا تحمل اثراً لذكرياته التي حزتها سكاكين البعد ، فيستعيد الماضي بحلوه ومره وجوره .
اجراس الكنائس
لم يكن له في بغداد مسكن ثابت ، كان يسكن في الفنادق في منطقة كرادة مريم وشارع الرشيد ولم يستطع تجاوز محنته ، فالهجر يرافقه اينما حل وجفاء الحبيبة يرن في روحه كأجراس الكنائس الممتدة في شارع الرشيد والباب الشرقي لم يحالفه الحظ بالزواج من اي امرأة بغدادية لانه كان منشغلاً عن فكرة الزواج والفرح بمداواة جرحه النازف رغم بلوغه الاربعين من العمر .
حبس عاطفته فيما بعد حين اعتبر تلك الشابة التي ابتعد عنها قبل عشرين عاماً ، عالمه الوحيد ، ودنياه التي لا تغيم بغير العافية ، رغم كل الويلات التي جناها في رحلته معها .
ويقال ان جبار الغزي كتب هذه القصيدة بعد فراق طويل وابتعاده عن والدته .. والتي التقاها بالصدفة في بغداد ... فثارت شجونه ولوعته وحنينه والتي تجلت بهذه القصيدة ...
غريب الروح
غريبة الروح .. غريبة الروح
لا طيفك يمر بيهة
ولا ديرة التلفيهة
او غدت وي ليل هجرانك ترد .. وتروح
او تعبهة الجفة .. وتاهت حمامة دوح
غريبة الروح
تحن مثل العطش للماي .. تحن ويلفهة المكابر .. ويطويهة
وانت ولا يجي بالك تمر مرة غرب بيهة
ولا طيفك يوعيهة
ولا ديرة التلفيهة
واحسك جرح بجروحي
يمرمرني وتفز روحي
محنة تفوح
غريبة الروح
كم اهلال هلن وانت ما هليت
اهواي اعياد مرن وانتة ما مريت
سنين الصبر حنن وانتة ما حنيت
ترف ما حسبت بية
انة وغربتي وروحي
نسولف بيك ليلية
نكول يمر نكول يحن
وتظل عيونة ربية
يلمامش الك جية
محنة تفوح
غريبة الروح
مات جبار الغزي بعد ان كتب آخر بيت شعر دارمي يعاتب فيها من يعاتب ليقول :
بسك تره اتعديت حد الجفة اوياي
اعطش واضوكـَ الموت وبجفك الماي 

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم

2 التعليقات:

  1. قصيده حزينه جدا

    ردحذف
  2. رحمك الله برحمته الواسعه
    كانت اجمل قصيده سمعتها طوال حياتي

    ردحذف


Top