* الديوانية - هاشم الزاملي
يعتقد البعض ان أغلب القنوات الاعلامية
او الصحف لا تستطيع نشر كل تفاصيل الحدث وان استطاعت فانها تلتزم بسياسة خاصة بها وتتعمد
اهمال جوانب مهمة قد تكون لها تأثير على المتلقي
في كشف الحقائق لذلك فان الكثير من المتابعين للاخبار يقصدون مواقع التواصل
الاجتماعية للحصول على المعلومة او الخبر ، واطلق المختصون على هذا النوع من
المعلومات او الاخبار المنشورة عبر الفضاء الرقمي بـ"صحافة المواطن" او
"الصحافة الشعبية" والتي يكون مصدرها المواطن ورغم غزارة المعلومات
المتدفقة من الفضاء الالكتروني الا إنها تشوبها الركاكة وعدم الدقة والفبركة.
جريدة صباح الديوانية سلطت الضوء
على هذا الموضوع من خلال أخذ اراء بعض المعنيين بالصحافة ومواطنين مهتمين بنقل
المعلومة والخبر .
رئيسة تحرير وكالة المنار نيوز الصحفية
منار الزبيدي تقول : ان ما يميز صحافة المواطن انها صحافة بلا قيود اذ يمكن للناشر
نشر ما يشاء عبر مواقع التواصل المختلفة دون التقيد بالسياسات التي تتقيد اغلب وسائل
الاعلام بها.
الا انه يعاب عليها أنها غير دقيقة
احيانا تشوبها الفبركة و الاخبار الكاذبة وتستخدم احيانا للتصفيات الشخصية والتشهير،
ولعل الفيسبوك من ابرز المواقع الاجتماعي الالكترونية المستخدمة من قبل المواطن الصحفي
، وبما ان التشريعات العراقية لم تواجه جرائم
الانترنت وتنظيمها بقانون اصبح الفيسبوك والمواقع المشابهة الاخرى ساحة لبث الشائعات
والتصفيات الشخصية والسياسية وغالبا ما يُسخر للمنافسة غير الشريفة .
ومع كل السلبيات المذكورة الا ان صحافة
الموطن لعبت دورا كبيرا وماتزال في التظاهرات الشعبية المطالبة بالإصلاح والتغيير ونقل
معناة المتظاهرين والمطالبات باطلاق سراح المعتلقين والمختطفين، وهناك الكثير من القضايا
المهمة التي اثارتها صحافة المواطن ونجحت في تحقيق مكاسب وطنية فيها في الوقت الذي
عجزت فيه وسائل الاعلام الاخرى عن نقلها ولو بشكل بسيط .
وتؤكد الزبيدي: " ان صحافة المواطن
اصبحت قوة كبيرة ومؤثرة من شأنها ارباك الحكومة ومعالجة الكثير من المشاكل ورفع قضايا
المظلومية ونشر ملفات الفساد واداة شعبية للمطالبة بالحقوق وتبني حملات مدافعة ولها
اهمية فائقة في حملات الاغاثة الانسانية وساعدت كثيرا في انشاء جيل شبابي مثقف ورفعت
مستوى الوعي لدى الجميع من ناحية تتبع الاخبار والاطلاع على المعلومات التي تنشر عبرها
بحرية واسعة وبمعلومات وفيرة.
الصحافة
الورقية
بينما يرى الصحفي الرياضي رحيم عودة : ان صحافة المواطن أو ما يسمى بصحافة الشارع من
الظواهر التي انتشرت بشكل كبير في السنوات الاخيرة حتى وصل الحال بأي شخص ان يصبح صحفيا
بين ليلة وضحاها دون الرجوع إلى الشهادة ولا حتى المهنية والخبرة في مجال العمل من
خلال الإعتماد على ما يدور في الشارع من اخبار معينة سريعا ما يتم تداولها عبر مواقع
التواصل الاجتماعي لتكون في الاخير مادة للنقاش .
ويضيف لاحظنا للأسف الشديد محاولة البعض لفت الأنظار
اليه بنشره خبر ما أو مقطع فيديو لايمت إلى المهنية بصلة ولاتستحق النشر اصلا بالعكس
تماما من البقية الآخرين الذين غالبا ما تكون مواضيعهم شيقة مفيدة .. مع ذلك لا توجد هنالك أية أوجه للمقارنة ما بين
صحافة المواطن والصحافة الورقية حيث تبقى الصحافة الورقية هي سيدة السلطة الرابعة
اخبار الموضة
اما السيدة « وفاء محمد» 30 سنة تعمل
خياطة وتنشر كل ما هو جديد من موضة الملابس في كروب خاص بها انشأته على صفحة الفيس
بوك وتشترك مع زميلاتها في نقل ما يخص هذا الجانب وكثيراً ما تقوم بعقد دورات في فن
الخياطة والموضة بواسطة الانترنيت عن بعد.
وتقول: انا ربة بيت واجيد الخياطة الا اني لا املك خبرة في صياغة اخبار الموضة
ولكني انشرها بتلقائية اعتمد المصداقية بدون أية رتوش كما يعمل الصحفي المهني رغم هذا
فاني اجد مقبولية من النساء بهذا الجانب.
محلياً
اما محلياً سواء على مستوى العراق او
المحافظة يقول الصحفي " محمد حسين
" : أثبتت التجارب الحديثة اهمية الاعلام في حسم او توجيه الرأي العام في الكثير
من القضايا وما افرزته معارك التحرير التي خاضها الجيش العراقي والحشد الشعبي والعشائري
خير دليل على هذه الاهمية وسجلت ظاهرة جديدة وهي الصحافة الشخصية سواء للمقاتلين في
الجبهات او المواطنين المتواجدين في ساحة الحدث والتي نجمت عن نقل الخبر السريع والحدث
بشكل مباشر وكما هو دون رتوش لما توفر لدى المواطن من اجهزة نقال حديثة تساعد على النقل
والتسجيل والبث واصبحت هذه المادة هي من يزود الرأي العام وكثير من القنوات والوكالات
الاخبارية بالصورة والصوت للحدث او لسير المعارك .
ويستدرك « حسين» قائلاً: " لكن
كثيراً ما نشاهد ان الفطرة تغلبت على هذا النوع من النقل وقد تستغل من كثير من وسائل
الاعلام وتحرفها وتؤطرها بأطار طائفي او غيره من الاطر المضرة بالمجتمع او الدولة بشكل
عام مما يدعو الى نوع من الحذر في نشر كل شيء ويجب ان يتمتع الناشر بنوع الوعي لصدى
هذه المادة الخبرية التي يريد ايصالها الى الناس وما هي ردود الافعال عليها ومن خلال
ذلك نحدد نوع هذه الرسالة وفحواها ومدى تأثيرها وان نبتعد عن النشر العشوائي الذي يضر
بالحقيقة ويشوه روح الانتصارات التي تحققها
قواتنا"
جرأة
الصحفية « غادة فرمان تقول : « لا يخفى
علينا كمتابعين في العملية الاعلامية ان ما جادت به التقنيات الحديثة ووسائل التواصل
الاجتماعي من وعي مجتمعي وادراك فطري لما يدور من احداث سياسية واقتصادية في ذهن الانسان
البسيط جعلته يعي دوره الحقيقي في المشاركة والادلاء بالرأي ودفع عجلة الاحداث سلباً
او ايجاباً حسب وعيه وامكانيته الذهنية وحسه الوطني ، واصبحنا نرى المواطن البسيط قادر
على نقل الخبر وتداوله والترويج له حسب ميوله وتوجهاته "
وتضيف : " لكن ان تساءلنا عن الفائدة
المستقاة من الاشتراك المجتمعي في تحري الخبر واثبات مصداقيته من عدمها .. فبرأيي ان
وسائل التواصل الاجتماعي زادت من جرأة المواطن في التعبير عن رأيه السياسي بحرية وان
كانت عفوية وغير مدروسة لكنها اسهمت في تسليط الضوء على ما يخبئه ويخفيه الاعلام الرسمي
.. وانتجت نوعاً من الوعي السياسي البسيط الذي يمكن المواطن البسيط من معرفة الحقائق
ورفضها او قبولها".
تطور المعلوماتية
فيما اطلق الباحثون والمختصون على
هذا الاسلوب تسمية (صحافة المواطن) وهو مصطلح بدأ بالظهور في بداية الالفية الثانية
ووصل ذروته بتطور المعلوماتية ودخولها في حياة الناس كالهواتف الذكية المربوطة بالانترنيت
.
ويطلق عليها ايضاً (الصحافة العامة
، او التشاركية او الديمقراطية او صحافة الشارع ) وكل هذه المسميات تشترك بمعنى واحد
هو ان العامة يلعبون دوراً مهماً في عملية جمع ونقل وتحليل ونشر الاخبار والمعلومات
ووسيلتها الرئيسية في عرض نتاجها هو الانترنت .
ونَظّرَ لهذا المصطلح مجموعة من الباحثين
منهم ( كليمينسيا رود 2001 ، ويومان ويليس 2003 ، ودان جيلمور 2004 وهاكيت وكارول
2006.
اما عن اشكال صحافة المواطن فقد تنوعت
بين الشبكات الاجتماعية وفي مقدمتها فيس بوك وتويتر ومواقع بث الفيدو واشهرها ( اليوتيوب)
المواقع الاخبارية التشاركية مثل موقع ( اوه ماي نيوز) الكوري ومواقع التحرير الجماعي
مثل ( موسوعة ويكيبديا).
ورغم كون « صحافة المواطن» تقوم على
اساس ان لا يقتصر نقل الاحداث والمشاكل فحسب بل يجب مشاركة المواطنين في التغطية الاعلامية
للحياة السياسية والاجتماعية واعتبارهم مشاركين فاعلين في نقل الاحداث ومشاركتها ،
الا ان هذا النوع من عملية نقل المعلومة والخبر واجه انتقادات استندت الى انه لم يتم
تعريف مبادئها تعريفاً اعلامياً حيث لم يتم فصل الفلسفة عن الممارسة فيها .
وبين مؤيد ومعارض فان حركة التطور ماضية
ولا نملك خيار ايقافها ولكننا نملك خيار مهم هو نشر الوعي بين المجتمع وخاصة من يسهم
في نشر المعلومات فهو الحل الوحيد لتلافي ما يرافقها من سلبيات تضر المتلقي للمعلومة
من خلال ابراز الايجاب ومعالجة السلب وطرح الرؤى العقلانية لها.
ليست هناك تعليقات: