صدر حديثاً كتاب
(اعلام عراقيون في القرن العشرين) للكاتب والباحث توفيق التميمي والذي يعرض فيه
حياة شخصيات عراقية تركت بصماتها عميقاً في شتى ميادين الحياة واسهمت بشكل اوبآخر
في تكوين المشهد التاريخي للعراق الحديث .
ومما لا شك
فيه ان سير هؤلاء الاعلام الذين افنوا اعمارهم في خدمة الانسان والاوطان جدير بأن
ينظر اليها بعين التدقيق والاهتمام لما لها من دروس وعبر ... وهذا ما جعل شعوب العالم
تلتفت لهذا الامر في تخليد ابطالهم ورجالاتهم المميزين من خلال تدوين تفاصيل
حياتهم وتعريف الاجيال بها ليقتفوا اثر خطاهم وتتبع سبل نجاحاتهم الى جانب اقامة
النصب التذكارية التي تظل شواهدها خالدة جيلاً بعد جيل .
وليس غريباً
ان نعرف نحن ابناء القرن الحادي والعشرين كل شيء عن شعراء العصر الجاهلي فضلاً عن
مشاهير العصرين الاموي والعباسي الذين تفصلنا عنهم حقب زمنية ساحقة ، لان هؤلاء
ومن خلال منجزهم المدون الذي ظل ملازماً للذاكرة الانسانية عقب الاجيال ونتحسسه
حياً ملموساً .
وتلك الحقيقة
ذاتها دفعت الكاتب التميمي لتدوين حياة هؤلاء الاعلام الذين اسهموا كل بدورهِ في
بناء الدولة والمجتمع وقد اختط له منهجاً بحثياً رصيناً بعد ان ازاح جانباً كل ما
نشر في صفحات الانترنت او من خلال الاستماع لروايات منقولة عن اناس عاشوا بعيداً
عن هؤلاء ولم تدعم بوثائق رسمية موثوقة ، لذا قام بزيارات ميدانية عديدة ولسنوات الى
بيوتات المعنيين والالتقاء ولمرات متكررة بأبنائهم او احفادهم او زوجاتهم اللواتي
على قيد الحياة ، الى جانب نشره صوراً نادرة توثيقية وجدها في ارشيفهم العائلي
الخاص ، ومن هنا تأتي اهمية هذا الكتاب لما له من مصداقية وواقعية مصدرها اشخاص
عاشوا في كنف المدون لهم .
المشروع الذي
بدأه الباحث قد يكون حافزاً قوياً للباحثين والكتاب في تنشيط حراكهم بهذا المنحى من
اجل اظهار هذه الكنوز الثمينة التي تعتبر ثروة وطنية قيمة ، ولعل وزارة الثقافة
معنية في هذا الحراك وتشجيع الباحثين من ذوي الاهتمام .
ولا يفوتني ان
اشد على يد الباحث توفيق التميمي على السفر الرائع الذي بذل فيه قصارى جهده من اجل
استخراج تلك الكنوز ليكتمل المشهد الحضاري العراقي .
ليست هناك تعليقات: