فارس محمد الرفيق
اعتاد عرب ما قبل الاسلام على اقامة سوق عكاظ
لاغراض اقتصادية واجتماعية وسياسية وادبية وعسكرية ودينية تتطابق مع وثنيتهم آنذاك
، وكان يسمى عكاظ لتعاكظ القوم فيه اي تجمعهم اما في البصرة بعد فجر الاسلام فكان
يقام ايضاً في منطقة تسمى المربد فالتصق اسمها به ، وكانت قريش سيدة كل القبائل
المشرفة عليه ، وكان لهذا السوق الاثر الكبير في تغليب اللغة العربية وبلهجة قريش
التي كتب فيها القرآن الكريم عند نزوله حيث شهد سيدنا محمد (ص) بداية التبشير
بالدين الاسلامي واقر بعض الممارسات الجاهلية السائدة آنذاك والتي تتوافق مع الدين
الاسلامي مثل حلف الفضول واكرام الضيف ومساعدة الفقراء حيث كان لهذا السوق ايضاً
اثر كبير في رسم الملامح السياسية السائدة بين القبائل العربية داخل جزيرة العرب
وخارجها .
ان مناسبة تحية علم العراق يوم الخميس لطلبتنا
وتلاميذنا الاعزاء مناسبة عظيمة لنقل تراثنا القديم الى المعاصر وجعله مناسبة لا
لتحية العلم فقط بل لاستنهاض الهمم وشحذ الافكار والتواصل ما بين المدرسة والبيت
وطرح كل ما هو جديد عند الطلبة والهيآت التعليمية وتقوية ملكة الخطابة والجرأة
الادبية وفتح تاريخ امتنا القديم والحديث وجعله سلوكاً مستديماً عندهم حتى يشم
الطالب نكهة تاريخنا القديم في عصوره الاسلامية المختلفة وحتى يحس الطلبة عظمة
امتنا وديننا الحنيف ، ان تفعيل سوقي عكاظ والمربد يدلل على ان امتنا حية وناهضة
وان الحضارة عندها ليست حالة طارئة وان الصلة بينهما لا تنقطع ابداً لانهم احفاد
اولئك الابطال الذين عمروا الدنيا بنشر رسالة المحبة والاخوة والمساواة في عصر
الاسلام الزاهر بقيادة رسول المحبة وخاتم الانبياء محمد (ص) .
ان عكاظ لا زال ينبض فينا وان قيامه في عصرنا
الحالي من خلال تجمعات التلاميذ والطلبة في الساعة الاولى من ايام الخميس هو رسالة
الماضي لاحفاده في عصرنا الحاضر انه ارث حضارة وديمومة عز يجعل من اجيالنا تفخر
بماضينا العريق وتربطه مع خيوط المستقبل الوضاء نحو الافق المشرق لامتنا والسلام .
ليست هناك تعليقات: